الأربعاء، 6 ديسمبر 2017

الإرهاب في الكويت ، نظرة إستقرائية


تعتبر الديمقراطية والحرية من أكثر المصطلحات رنانة شعاراً وقيمة في النظرة الإنسانية

والإنسان الحر والمُفكر يأخذ على عاتقه تحمل تلك المسؤولية الكبيرة ، وكوننا دولة طازجة في عملها السياسي والديمقراطي فإن المعطيات والتبعات التي تندرج تحت مفاهيم رخوية المعنىٰ كأمثال الديمقراطية وغيرها تكون قيد الإنشاء، خصوصا على مجتمع مدني هش التكوين كالمجتمع الكويتي

لأنه كانت وما زالت تعاني من أزمة التراثية الإجتماعية في المنظومة السكانية ، كمفهوم القبيلة ، الدين ، العشائر أو القبائل، وفي المناطق الأكثر تحضراً على سبيل أفضل السيئين، مفهوم الرابطة العائلية.  
  
لذلك تقدمنا وتطورنا المدني والإعتباري قائم على عامل الديمقراطية السياسة الأصيلة ، ونتيجة لما أسلفت تزعزت تلك المفاهيم في هذا المجتمع الصغير والطازج والخام على مثل تلك المفاهيم

السياسة المحنكة والمدروسة ضمن ضوابط وأسس علمية مدروسة مع تشعبها في البعد الإجتماعي والعُرفي قد يكون مخرجاً سهلاً جداً لتخبطات المجتمع الأصولي والأبوي ، لكن إذا ما تعاون فقط مع دراسة الثقافة التابعة والمُتتبعة في النسيج الإجتماعي
بمعنىٰ حل عقدة الفكر الديني من أبوية وقبلية فكرية  للمجتمع  ،  وتعرفيها تعريف قائم على أساس مدني بحت، مع وجود مع التطويقات الإعتبارية لقضية الشرع والقانون في بعض الجزئيات البسيطة.  
   
من خلال المقدمات السابقة نجد أن المجتمع نفسه يعاني من تخبط وأزمة في العديد من المفاهيم ومنهز قضية المواطنة والوطنية ومفهوم الدولة المدنية الحديثة، مع وجود ثغور في الفهم والإدراك لبعض مصطلحات حديثة على الطور السياسي والفكري،كما أشرت لها سابقاً ، الديمقراطية، الدولة المدنية ، العلمانية ، الحرية ، المساواة ، الحقوق ، والكثير منها.   

هنا سوف أسلط الضوء على مفهوم الإرهاب ، من أين أتىٰ؟ وهل هو صنيعة داخلية أم خارجية ؟ جذوره التاريخية منذ متىٰ ؟ والكثير من الأسئلة التي لا بد من المواطن العاقل والمثقف الواعي إستحضارها وإستدراكها
  
ولأن الكويت دولة ذات نشئة جديدة مخلوطة بالإعتبارات الإجتماعية والعرفية كان صعب عليها قولبة تلك الأفكار الغربية الجديدة مع معطيات الجغرافيا والتاريخ والفكر، الصراع القديم كان منطلقة منطلق ديني، وأيضاً مما زاد الطين بلة في الموضوع هو الخلط والإلتباس الحاضر فيما هو بوتقة الرسالة السماوية وما بين إجتهادات البشر.   

لُبس مفهوم الإرهاب برداء التاريخي، تهديد من المُختلف الآخر، وكموكم تزخر كتب التراث من تقديس للنقل والطابع الروائي قبل الطابع التأويلي العقلي، وهذا من أكبر الأسباب الذي خلقت الأزمات والإحتقانات الدينية منها والفكرسياسية

السؤال المطروح اليوم ، في ظل الحرية والديمقراطية التي حصلت عليها الكويت منذ عهد الإستقلال وحتىٰ الآن ، كم نقطة أحرزت ؟
وهنا سوف أسلط الضوء على المفهوم الفكري والثقافي ، ومنه إلىٰ وزارة التربية والتي هي المسؤول الأول عن نشر الثقافة والوعي في عقلية المواطن الكويتي،ما هي مخرجات ومدخلات التعليم، وحتى أكاديمياً؟ سؤال  ما زال يطرح ويدوي في عقلية كل متسائل عن منابع هذا الإرهاب، أهو قصور ثقافي على الصعيد التعليمي والإعلامي، من يسكت لصالح من، ومن يتحدث بنيابة عن من ؟ أسئلة ما زالت تُردد هواجسه … 
والله  ولي التوفيق .
  

السبت، 2 سبتمبر 2017

نظرة تأملية في ثنائية المرأة والفلسفة


 مقدمة:-  

إن  من يقرأ سلسلة التي طرحها الدكتور إمام عبد الفتاح إمام يجعله يقف متسائلاً عن رديكالية الفكر الديني وتطرفه ! أوجه التشابه بين الحياة اليونانية الدينية القديمة وبين ثغرات الفكر الديني، سلسلة المرأة والفلسفة هي من أكثر السلاسل الذي جذبتني بطرحها السردتاريخي للأفكار، وحسبما أعتقد أن لو تم ربط بعض آليات علم الأنسنة الإجتماعي والديني واللغوي لتم إكتشاف مصائب في تعويصات الفكر الديني ، المسألة بالنسبة لي ليست إيجاد العيب في الدين من عدمه لكن الفكر الديني شئ ، والدين كإعتقاد وعقيدة وربانية شئ آخر، ولكن للأسف نحن في مجتمع يقدس رجل الدين فوق العالم التخصصي في حقل معين أكثر من الإعتبار، وليس إحترام عقلية الإنسان السوي بالعلم والمباحثة وطرح الأفكار وبل وتنقيحها.  

 

المرأة من وجهة النظرالطبيعة:- 

 

كان هناك إعتقاد سائد أن الطبيعة والجماعات الإثينية والعرقية وهذا مجال يتناوله علم الأنثروبولوجيا المعاصرة أنه السيطرة كانت من نصيب المرأة والأنثىٰ في بداية تكوين مسار الإنسان الطبيعي حول الحضارة ومفهوميتها ، اللغة على سبيل المثال تم تداولها وصناعتها و تطويرها عبر المرأة ، فاللغة والمرأة لهما ثنائية عجيبة في تطور كل منهما على حدىٰ  ناهي تدخل عنصر ( الفكر ) والذي يندرج تحته مفهوم : الدين ، الإعتقاد ، الأفكار ، السلوكيات الإجتماعية ،إلخ وهذا باب آخر ، الخلاصة هو أن بداية الإرتكاز كانت من نصيب تأنيث الطبيعة للأشياء، وهو أمر أعتقد أنه جدلي فلسفيا وعلى نطاق دراسة علم السلوك النفسي، السؤال الذي طرحه الدكتور في السلسلة هو منشأ هذا السلوك والإعتقاد حول المرأة ما منبعه ؟ هل هو متوارث وإن كان متوارث ما أصل هذا التوارث ؟ هل من سبب وعلة غائية تبين مفهومية هذه الأفكار أم إن الطبيعة هي من تحدد ؟ وما هي الأدوات التي يتم بها دراسة الطبيعة على أي حالهل العلم يوافق التنظير الديني أم ينفيه ؟ 

 

هوس العرف أم المباحثة من أجل الوصول للحقيقة

 

الكثير ممن الذي يتناحرون حول ( التابو ) والمحرم والمقدس هي في الأصل أعراف إجتماعية تُمارس  وتندرج تحت السلوك النفسي أو الإجتماعي ، لكن قطعاً ليس كل ما يُمارس يقع تحت أنه مجرد عرف فالأعراف والطقس له فلسفة ميتافزيقية ( ما ورائية ) بالنهاية ولأني أؤمن أن ( العرافة ، العلم ، التنبؤ) لها إتصال روحي أيضا ، ولكن الذي أريد أن أرمي إليه هو أن الإنسان بطبيعته يميل لما تصنعه الجماعة من أفكار وإن ما تم تداولها وإتفق عليها الجموع الغفيرة أصبحت ، لكثرة التكرار حقيقة مُتفق عليها والعقل الإنساني برأيي يميل للثقافة الجماعة والتأصيل أكثر من ثقافة التفرد والإجتهاد.